بغداد/ تابعت الصحف الصادرة اليوم الخميس الرابع والعشرين من كانون الاول انتصارات القوات المسلحة في قاطع الانبار وتداعيات الازمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.

وبشان انتصارات القوات المسلحة على تنظيم داعش الارهابي في قاطع عمليات الانبار نقلت صحيفة الزوراء التي تصدر عن نقابة الصحفيين العراقيين عن المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول قوله إن القطعات العسكرية تمكنت من عبور نهر الورار عبر الجسر العائم الذي انشأه أبطال الهندسة العسكرية وبمساندة طيران الجيش والقوة الجوية وطيران التحالف، فيما تمكنت قطعات قيادة عمليات الانبار من تطيهر طريق البو ذياب الجرايشي في المحور الشمالي للانبار، مؤكدا أن إنكسارات كبيرة حصلت في صفوف “داعش” وهو ضعيف ولا يستطيع المواجهة حاليا.

وأضاف رسول: أن التنظيم لم يعد لديه حاليا سوى الانتحاريين والعبوات الناسفة، موضحا أن الفرقة الثامنة دمرت عجلة وقتلت 6 ارهابيين بواسطة دبابة الابرامز ودمرت رشاشة أحادية وقتلت العشرات من الارهابيين الذين حاولوا الاقتراب من قطعات جهاز مكافحة الإرهاب في حي الارامل بالانبار، مشيرا الى أن طيران الجيش بدوره تمكن من تدمير عجلة لعناصر داعش الارهابي وقتل من فيها في منطقة الحميرة، في حين وصلت قطعاتنا الى حي الضباط الثانية ومازالت القطعات تطهر بالاحياء وتواصل تقدمها لتطهير مركز مدينة الرمادي.

واشار الى : أن القوات الأمنية استكملت الطوق حول الرمادي تماماً وفي القريب العاجل ستزف بشرى تحرير الرمادي بالكامل ويجري رفع العلم العراقي فوق مبانيها الرئيسة.

من جانبه قال قائد جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الغني الأسدي،”: إن أنواعاً جديدة من العبوات واجهت القوات الأمنية، هي قناني الأوكسجين، موضحا أن معدات وزنها 27 طناً تأثرت بهذه العبوات وانقلبت على جانبها، لكن كل الذي أعده داعش لن يثني عزيمة الرجال الذين تقدموا وكانت عملية مشتركة، بين جهاز مكافحة الإرهاب وشرطة الانبار والهندسة ورجال المدفعية والدبابات وطيران الجيش والتحالف.

وأضاف الأسدي في تصريحات صحفية: أن المنطقة التي جرى الوصول لها هي مفتاح بقية المناطق ، مبينا أن القوات الأمنية دخلت من الموقع الذي راهنوا عليه كثيرا وكانوا يتبجحون بأنه سيبقى محصناً.

وقال انه، كان بالإمكان الدخول الى هذه المناطق قبل هذا الوقت لكن احتجاز العوائل أخر الأمر، وبعد التأكد من خلوها من العوائل تم دخولها، مبينا أن القوات الأمنية حققت كل الأهداف المرسومة ضمن الخطة العامة من أجل تحرير المدينة بالكامل، ودخلت في قلب المدينة في منطقة الضباط.

صحيفة الصباح تابعت تقدم القوات الامنية في الانبار وقالت ان مصادر الاخبار الميدانية من الرمادي اجمعت على ان غالبية مساحات المدينة واحيائها سقطت بيد القوات العراقية التي تشن هجوما كاسحا على معاقل الارهابيين بمشاركة فاعلة من نسور القوة الجوية وطيران التحالف الدولي.

وأكدت المصادر وصول القوات العراقية الى أحياء الحوز والضباط والبكر والارامل في الجزء الجنوبي فيما اجتاحت هذه القوات حي الملعب والاندلس بالاضافة الى قاعدة الجسر الثامن غرب المدينة وحي الخمسة كيلو والتأميم. وطبقا للمصادر الاميركية فان العدد المقدر لأفراد التنظيم الارهابي الان لا يزيد على 350 مقاتلا بعد ان كانوا بالالاف، وتؤكد ان القوة البشرية للتنظيم تضاءلت الى حد كبير.

واشارت الصحيفة الى ان المتحدث باسم التحالف الدولي العقيد ستيف وارن، عبر عن اعتقاده امام صحفيي وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) بان عملية استعادة مدينة الرمادي حتمية لكن الامر سيستغرق بعض الوقت.

واضاف ان المسؤولين الأميركيين عثروا على منشور في الفلوجة كان يوزع بين مقاتلي داعش يطالبهم بالتنكر في زي قوات الأمن العراقية ثم تصوير انفسهم وهم يرتكبون الفظائع مثل قتل وتعذيب المدنيين ونسف المساجد.

وبشان تداعيات الازمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد نقلت صحيفة الزمان عن لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية تحذيرها من كارثة اقتصادية بإستحواذ تراخيص الشركات على 22 دولاراً من برميل النفط مؤكدة ان البلد مقبل على سياسة تقشفية لتجاوز الازمة .

وقالت عضو اللجنة نورة سالم محمد للصحيفة ان (البرلمان ادرج فقرة عند اقرار الموازنة على الحكومة اعادة النظر بجولات التراخيص واعادة المبالغ كون العراق مكبل بهذا العقد ولاسيما في حال تراجعه ستقوم الشركات بإستخراج النفط لمدة خمسين عاما او ان يدير العراق نفطه وفي هذه الحالة لا يستطيع بسبب عدم امتلاكه المقومات التي تساعده على انتاج وتصدير النفط). مشيرة الى ان (جولات التراخيص تستقطع من استخراج النفط 12 دولارا للبرميل الواحد اضافة الى اجور النقل والتي تصل الى 10 دولارات اي المجموع 22 دولارا وبالاصل ان نفط العراق اقل بـ 7 نقاط عن نفط برنت العالمي عندها يكون المبلغ المتبقي 7 دولارات للبرميل الواحد وبالتالي ان اي انخفاض للنفط سيتسبب بعدم استطاعة الحكومة تأمين مصروفاتها ورواتب الموظفين).
واوضحت ان (جولات التراخيص تشمل جميع حقول الجنوب بأستثناء كردستان). مشيرة الى ان (جولات التراخيص تسببت بخسارة البلد مليارات الدولارات).

وطالبت محمد بـ (اعادة النظر بالعقد المبرم مع الشركات بشأن جولات التراخيص والتحرك نحو وزارة الخارجية للتأثير على الدول اضافة الى استعانة الحكومة بخبراء اقتصاديين وقانونيين لايجاد ثغرة للتخلص من جولات التراخيص) داعية (الحكومة الى مصارحة الشعب بالوضع المالي الصعب الذي يمر به البلد واجراء سياسة تقشفية حقيقية لتجاوز الازمة).

من جهتها قالت عضو اللجنة نجيبة نجيب ان (وزيرالنفط عادل عبد المهدي اكد في وقت سابق ان الاموال التي تستقطع من البرميل الواحد للشركات هي اجور خدمة على الانتاج عندما كان سعر البرميل يتجاوز 100 دولار وستكون هناك مفاوضات مع الشركات لتقليل الكلف).

واوضحت نجيب (نعاني ازمة مالية حادة في ظل انخفاض اسعار النفط والبلد يعيش حالة حرب ضد تنظيم داعش والتي تحتاج الى تكاليف ايضا). مشيرة الى ان (الحكومة لم تتمكن من الحد من الفساد لتحسين الاقتصاد وزيادة الايرادات).

الى ذلك كشف عضو اللجنة المالية النيابية النائب مسعود حيدر عن عدم وجود تعيينات لغاية عام 2019 عازيا سبب ذلك الى انخفاض أسعار بيع النفط الخام مشيرا الى ان هناك مشاكل ستصادف رواتب الموظفين خلال العام المقبل.
وقال في تصريح امس ان (مؤشرات بيع النفط تدل على أن سعر البرميل الواحد لا يتجاوز الـ50 دولارا لغاية 2019). مبينا ان (العراق لا يمكنه إطلاق تعيينات ضمن موازناته المالية لغاية 2019 بسبب أسعار النفط).

وتابع حيدر ان (هناك مشاكل كبيرة ستصادف رواتب الموظفين في 2016 للسبب نفسه) مشيرا الى ان (الحل الوحيد لتفادي هذه الأزمة هو إعادة النظر بمؤسسات الدولة وهيكلتها من جديد والقضاء على الترهل الذي فيها)./انتهى